Kurdish Democratic Party - Lebanon Freedom - Justice - Peace حرية - عدالة - سلام
Kurdish Democratic Party - LebanonFreedom - Justice - Peace حرية - عدالة - سلام 

أيام لبنانية حاسمة

 

حسام كنفاني

 

28 نوفمبر 2025

 

تركّز الحديث في الأيام القليلة الماضية على الوضع في لبنان، واحتمالات تصاعد العدوان الإسرائيلي على البلاد في ظلّ ما تدّعي إسرائيل والولايات المتحدة أنه "تقاعس" الحكومة في تطبيق خطّة نزع سلاح حزب الله التي أقرّتها قبل شهرَيْن. ورغم تأكيد المسؤولين اللبنانيين، وفي مقدّمتهم الرئيس جوزاف عون ورئيس الحكومة نوّاف سلام، أن الجيش يفعل ما في وسعه لتطبيق الخطة، وأن ما يُعيقه هو استمرار العدوان الإسرائيلي على البلاد، إلا أن المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين يرفضون هذه المبرّرات، ويتوعّدون لبنان بالعدوان والعقوبات.

 

جديد هذه التهديدات أخيراً نقلتها صحيفة يسرائيل هيوم أمس الخميس، مدّعيةً أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمهل لبنان حتى 31 ديسمبر/ كانون الأول لنزع سلاح حزب الله. وقد تكون هذه المهلة حقيقيةً، خصوصاً أنها تأتي بعد تصريحات المبعوث الأميركي إلى لبنان وسورية، توم برّاك، الذي مهّد فيها لإمكان تصعيد العدوان الإسرائيلي على لبنان. ففي حديث مع صحيفة نيويورك تايمز، قال إن إسرائيل "إذا شعرت بالتهديد، فستردّ في أيّ وقت وأي مكان". وجاء كلام برّاك هذا بعد الاغتيال الذي نفّذته قوات الاحتلال في الضاحية الجنوبية لبيروت لمن وُصف بأنه "الرجل الثاني في حزب الله"، أو رئيس الأركان أبو علي الطبطبائي. وهو ما شكّل أول مؤشّر إلى أن دولة الاحتلال في طريقها إلى التصعيد، خصوصاً أنها تروّج أن حزب الله عاد إلى تدعيم ترسانته العسكرية، وأن الطبطبائي هو  المسؤول عن ذلك.

 

هذا الاغتيال لشخصية رفيعة المستوى من حزب الله هو الأول من نوعه منذ الاتفاق على وقف إطلاق النار قبل أكثر من عام، وهو ما دفع إلى تحذيرات إسرائيلية من إمكان أن يردّ الحزب هذه المرّة بإطلاق صواريخ على شمال فلسطين المحتلة، سيّما أن طبيعة المُستهدَف مختلفة عن الاغتيالات التي تنفّذها دولة الاحتلال يومياً في الجنوب اللبناني لعناصر أو مسؤولين على درجة أقلّ أهمية في الحزب.

 

غير أن الوضع الذي يعيشه حزب الله اليوم يدفعه إلى التفكير كثيراً قبل الإقدام على ردٍّ غير محسوب، فهو حالياً في وضع لا يُحسد عليه، فإضافةً إلى الاستباحة اليومية من الاحتلال لعناصره في الجنوب، يعاني من ضغط داخلي لتنفيذ الشروط الأميركية قبل نهاية المهلة التي حدّدتها واشنطن. ورغم أن إسرائيل لا تحتاج ذريعةٍ لتصعيد عدوانها على لبنان، إلا أن الحزب يدرك أن أيَّ ردٍّ منه، ولو بإطلاق رصاصة، سيجرّ البلاد إلى حرب جديدة فيما لم تنته آثار حرب العام الماضي، في ظلّ منع إعادة الإعمار لقرى كثيرة دمّرها الاحتلال.

 

ويدرك الحزب، في الوقت نفسه، أن عدم الردّ سيفتح الباب أمام تصاعد هذا المستوى من الاستهدافات في المرحلة المقبلة، إضافة إلى ضرب أهداف حيوية للحزب والدولة اللبنانية تحت ذرائع عدّة، قد يكون أساسها استخدام الحزب هذه المنشآت لإعادة تسليح نفسه.

 

 

وفق هذه المعضلة، إضافة إلى الضغوط الأميركية، يعيش لبنان مرحلة حبس أنفاس بانتظار "الساعة صفر" التي ستحدّدها دولة الاحتلال بالتنسيق مع واشنطن. والحديث اليوم يدور عن انتظار انتهاء زيارة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان، والمقرّرة من 30 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي وحتى 2 الشهر المقبل (ديسمبر/ كانون الأول). وسيُضاف هذا التاريخ إلى تاريخ مهلة ترامب التي يجري الحديث عنها، وتنتهي في 31 ديسمبر. وما بين هذَيْن التاريخَيْن من المرجّح أن تتصاعد تدريجياً حدّة الاعتداءات الإسرائيلية التي قد تتدحرج إلى عودة الحرب، خصوصاً أن الحكومة اللبنانية غير قادرة على الالتزام بأيّ مُهلٍ، مهما جرى تمديدها. فالحزب يرفض بشدّة التخلّي عن سلاحه، وأيُّ محاولة من الحكومة لفعل ذلك بالقوة ستتحوّل حرباً أهلية.

Print | Sitemap
© kdp lebanon